Monday, December 3, 2012

القضاء الجزائري: إستخفاف برسالة العدالة وإحتقار لضحايا التعذيب

 حقيقة إنه إستخفاف بعقول المواطنين و إستصغار لخطورة الموقف و لمسؤولية المؤسسة القضائية و إحتقار لرسالة العدالة و لضحايا التعذيب أن يطلّ علينا نقيب المحامين الجزائريين مصطفى الأنور بخطاب لم يعد يصدقه أحد. يا هل ترى كيف يواجه هذا النقيب ضميره يوميًّا. أنا أدعوه فعلا لمراجعة نفسه لأن دوام الحال من المحال.

الشروق أون لاين - القضاة لا يتلقون الأوامر.. ولا وجود لمراكز تعذيب سرية في الجزائر

Enhanced by Zemanta

Saturday, November 3, 2012

الدور السلبي للدبلوماسية الجزائرية في حماية مصالح الوطن: حالتا ليبيا و مالي

من هو أحسن من مدلسي ليؤقلم الموقف الجزائري ليصبح أخيرا مؤيدا لتدخل فرنسا و أمريكا عسكريا في شمال مالي. و هل تجد فرنسا و أمريكا أحسن من الجزائر نظاما و خبرة في مساندتهما في تحقيق أهدافهما باسم مكافحة الإرهاب الذي لا يمل الإعلام الجزائري من الاشارة الى المعاناة التي لحقت بالجزائر بسببه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ألم تكن الجزائر لعامين خلت ضد أي تدخل عسكري في ليبيا الشقيقة و خاصة مع رؤية المستعمر السابق يصول و يجول على تخوم أرضها. ألم يكن الأمر من الخطورة ما جعلنا نضحِّي بصداقة شعب شقيق و آثرنا عليه طاغيته الذي نكّل به و قتًّله و سفك دمائه قبل أن يؤخذ أخذ عزيز مقتدر.

 مذا حدث بين ذلك الوقت و الآن؟ مذا حدث لحساسيتنا إتجاه الجيش الفرنسي و هو على وشك التعسكر على بعد أميال قليلة من حدودنا الجنوبية؟ هذا إن لم نكن قد إستضفناه فعلا على أراضينا كما تؤكده كثير من المصادر. أين عميمور و بلخادم و بوقطاية، رموز النيف الجزائري و أصحاب الوطنية الحقيقية، حتى يفتونا في رؤيانا هذه و يجيبونا على أسئلتنا هاته؟ 
و أخيرا من هو حقيقةً هذا العدو الذي يستلزم تدخل أعظم جيوش الدنيا، أهو حقا القاعدة التي يطالب الجميع بإجتثاثها من الساحل، أم هم مسلحي أنصار الإسلام الذين  مازالت الجزائر تفاوضهم؟ أم إن الحقيقة هي أن لأمريكا و فرنسا مآرب أخرى و هم لم يفتؤوا أن وجدوا في ضعف الدولة الجزائرية و وهَن النظام فيها فرصة لبسط هيمنتهم على الوضع الراهن و فرض غزو عسكري في المنطقة.

مذا لو كان موقف الجزائر من الثورة الشعبية في ليبيا غير الذي كان و تأثيره في تعزيز موقفها من  قضية شمال مالي؟ مذا يكون موقف الدولة الآن لو أدرك النظام أين المصلحة العليا للبلد و أخذ زمام المبادرة و لعب الدور الرئيسي في مساندة الثورة و الثوار في ليبيا. و لكن للاسف كل ما فعلناه هو إختلاق عداوة جديدة على حدودنا الشرقية بعد تكريس العداوة مع جارنا في الحدود الغربية، . و الآن نحن بصدد خلق وضع لا يحمد عقباه على حدودنا الجنوبية.

أنا أخشى أن تكون هذه بداية لعهد جديد لا يأتي بخير على الجزائر.

Friday, October 12, 2012

هجرة الأدمغة: من السبب؟


هذا المقال رد و تعليق على ما ورد في المقال الذي نشرته جريدة الخبر يوم الثلاثاء ٩ أكتوبر ٢٠١٢ بقلم محمد درقي و الذي مفاده معارضة منسقية مجلس أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي و على رأسها عبد المالك رحماني، من أن تمنح إمتيازات للباحثين الجزائريين في المهجرو الراغبين في العودة إلى الوطن. و القارىء لهذا المقال ليعجب من منطق الكناس في معالجة هذه القضية. فهو منطق بعيد كل البعد عن المنهجية العلمية التي يتوقع أن تجدها في منظمة تمثل منظومة علمية كالجامعة. بدلا من ذلك يعتمد هذا المنطق على التخوين و التهديد مما يدل على مدى تخوف بعض الأطراف من إمكانية حدوث تغيير نوعي في تنظيم و إدارة التعليم العالي و البحث العلمي في الجامعات الجزائرية بعد إستقدام الكفاءات الجزائرية بالمهجر. فالسيد رحماني ممثل "الكناس" لا يجد حرجا في الإنتقاص من وطنية الباحثين لمجرد تواجدهم بالخارج قائلا بأنه ''حان الوقت لهؤلاء أن يُبرهنوا على تعلقهم وانتمائهم لوطنهم الأم من خلال الرضى بمعاملتهم في كفة واحدة مع نظرائهم من الأساتذة المحليين الذين فضلوا البقاء داخل الوطن، وآثـروا مواصلة العمل رغم المخاطر والتقتيل الذي دفع ضريبته العديد من الأساتذة، على غرار الأستاذ جبايلي الذي سقط في جامعة باب الزوار، والمرحوم اسطمبولي بجامعة تيزي وزو، وغيرهم كثير من الأسماء التي سقطت داخل الحرم الجامعي''. بيد أنّ المنطق العلمي و أخلاقيات الإحترافية يقتضيا أن نتعامل مع هذا الموضوع من مبدإ المصلحة الأكادمية للجامعات الجزائرية و إنطلاقا من خبرة هاؤلاء الباحثين و ليس على شهادات حب الوطن التي توزعها هاته المنسقية يمينا و شمالا. إن كان الوقت قد حان لفعل شيء فإنه فعلًا حان للـ"كناس" لتبرهن على وطنيتها بعد ٣٠ سنة من الرداءة الجامعية و الفشل الأكاديمي اللذان وضعا الجزائر في مؤخرة كل التصنيفات العالمية للجامعات. أما ذكر الإرهاب و صمود الجامعة بفضل الأساتذة المحليين فما هو إلّا تدليس و تكتيك رخيس لا يليق بمن يمثل الجامعيّين الجزائريين. فهؤلاء الباحثين قد قدموا هم أيضا تضحيات داخل الوطن ككل المواطنين الجزائريين، زيادة على التضحيات التي قدموها بأرض المهجر من أجل تحصيل المعرفة و التقدم في المناصب العلمية و التنافس مع أقرانهم من مختلف الأمصار و الأجناس و هم في نفس الوقت يصابرون على بعد الأهل و يكافحون ضد العنصرية و قهر الحكومات الأجنبية  وإستخفاف الحكومات المحلية المتتالية و إزدراء أطراف كالتي يمثلها السيد رحماني. و هؤلاء الباحثين في كل هذا مثلهم مثل زملائهم في داخل الوطن يمثلون وطنهم بكل إخلاص و لا يزايدون في ذالك على أحد. و لكن قبل و بعد كل هذا ليس لهم أن يبرروا تفوقهم و نجاحاتهم لأي أحد كان من كان. وإذا أرادت هذه المنسقية  فعلًا خيرا للجامعة الجزائرية فعليها بتقييم هؤلاء الباحثين حسب سيرهم الذاتية و كفاءاتهم وحسب.

و أنا أعجب من تفكير هذا المنسق لما يضيف  ''من غير العدل أن نعتمد على معيار الأبحاث التي حققها الأساتذة في الخارج لأن هؤلاء لم يمروا بنفس الظروف التي عاشها زملاؤهم داخل الوطن، وبالتحديد أثناء العشرية السوداء''. حقيقة إنه يسهل علينا فهم أسباب فشل الجامعة الجزائرية لما نفهم خلل هذا الخطاب الذي السيد رحماني. فهو نفس خطاب "الشرعية التارخية" الذي مازال يسود في إدارة شؤون البلاد و العباد. فأصحاب هذا الفكر العقيم يفضلون إستمرار الوضع على رداءته على أن نستقطب أبناء الوطن في الداخل وفي المهجر  ممن لهم الكفاءات العلمية والمهارات المهنية التي هي كفيلة بتحسين التعليم و تطوير البحث العلمي و بعث عجلة التنمية الفعلية في البلاد.  فلا عجب أن نرى في زماننا هذا هذه العلاقة العكسية التي تربط بين أصحاب المناصب و بين كفاءاتهم العلمية و مهاراتهم الإدارية إبتداءا من الطواقم الوزارية المتتالية و ممثلي الشعب في البرلمان و وُلّاتنا و أميارنا و رؤساء المؤسسات الخ.
و ما يزيد الوضع رداءة و غرابة هو إصرار السيد رحماني في إستعمال الأساليب الملتوية التي عهدناها في بعض الأحزاب العتيدة فهو لم يكتفي بتخوين الناس، فراح يهدد و يبتز مطالبا بـ"فـتح تحقيقات في الطريقة التي مكّنت بعض الأساتذة من مغادرة الجامعة الجزائرية باتجاه الجامعات الأجنبية، لأن هناك أساتذة وباحثين غادروا الوطن عن طريق منح تحصلوا عليها بطرق ملتوية وغير شرعية، الأمر الذي يستدعي توضيحه للرأي العام بشكل دقيق". و كأنه يقول لهؤلاء الباحثين: إن عدتم لتزاحموننا في مناصبنا فإننا سنسائلكم عن طريقة حصولكم على المنح الدراسية. و إن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على الرعب الذي ينتاب هذه الفئة من الناس كلما كانت مصالحهم الشخصية على المحك حتى و لو كانت على حساب مصلحة الوطن.  و الحقيقة أن معظم الباحثين في المهجر لم يحصلوا على منح من الدولة بل التحقوا بالجامعات الأجنبية على حسابهم الخاص خاصة و أن الجزائر لم تعد تعطي طلبتها منحا طويلة المدى منذ ٣٠ سنة. و رغم كل هذا فنحن دائما نرحب بالشفافية في إدارة المال العام و نرى أنه من قواعد الإدارة السليمة مساءلة كل من  يحتل منصبا يخوّل له إنفاق هذا المال.

و في النهاية صار من الواضح أن منسقية مجلس أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي في تركيبتها الحالية  تمثل عائقا كبيرا لترقية التعليم العالي وتحسين البحث العلمي في الجزائر.


مراجع: 
  1. مصطفى العبد الله الكفري - هجرة الكفاءات العربية والتنمية
  2. جريدة الرياض : الجزائر: مخاوف من استمرار "هجرة الكفاءات" نحو العواصم
  3. أسباب هجرة العقول العربية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب
  4. المغرب ثاني دولة عربية من حيث هجرة الكفاءات
  5. هجرة العقول العربية
  6. هجرة العقول العربية أسبابها وآثارها الاقتصادية | مؤسسة الفكر العربي
  7. اسلام تايمز - هجرة الكفاءات الجزائرية كلفت 700 مليون دولار أمريكي
  8. 66 ألف جزائري يتصدرون قائمة الكفاءات الأجنبية في فرنسا - الخبر
  9. بوجملين يسابق الزمن لتصوير "هجرة الأدمغة"
  10. هجرة الأدمغة - المحور

Saturday, October 6, 2012

الشاذلي بن جديد مات ... دايم الله في ملكُو

ككل إنسان على وجه البسيطة إنتقل الرئيس السابق، الثالث للدولة الجزائرية الى بارئه. فلندعو له بالرحمة و المغفرة.

لعل للناس مآخذ كثيرة على الشاذلي و لكنه سيُعرف في التاريخ على أنّه أول ما بدأ به عهده هو الإبتعاد عن خط بومدين الإشتراكي في الحكم ليفضي عليه نوعا من التفتح و الليبيرالية الإقتصادية حتى لامه عليها الكثير ممن أتوا بعده.   فهو من بدأ عهده بالبيسترويكا الى أن أنهاه بإستقالته تحت ضغط العسكر. و لنا أن نعترف له بالكثير لما نقارن موقفه من ربيع الجزائر و أحداث ٥ أكتوبر ١٩٨٨ مع موقف زين العابدين و مبارك و القذافي و علي عبدالله و بشار. لقد عرف أن لا مفر من حتمية التغيير و ضرورة الحكم الديموقراطي، فلم يتوانى في إعادة حق هذا الشعب في تقرير مصيره مهما كان. لكن جنرالات فرنسا لم تعطي لا للشاذلي و لا للشعب فرصته. 

لكن التاريخ سيعرِّف الشاذلي على أنه من سجن بوتفليقة ثم نفيه بعد ما ثبتت إدانته في جريمة إختلاس ميزانية القنصليات الجزائرية في الخارج لما كان وزيرا للخارجية.

السؤال الذي يطرح نفسه: بعد وفاة بن بلة قبل شهور قليلة و  تشييع جنازته على الطريقة البوتفليقية، و استغلال وفاته في الحملة الإنتخابية، يا ترى مذا تكون المعادلة بالنسبة لوفاة الشاذلي؟ لنلاحظ أننا على أبواب الإنتخابات المحلية.

Monday, September 17, 2012

هل نحتاج الى بناء مسجد بوتيفليقة الأعظم؟

لو كان للشعب رأي في كيفية إنفاق المال العام لكان له بالتأكيد رأي آخر. و لو أٌستشِير أهل الإختصاص لاختاروا عوض جامع كبير بمليار يورو (مبدئيا) واحد من المشاريع التالية:
  • ألف مسجد جامع و لتكن في العاصمة أو تلمسان إن شاء فخامته و هكذا يتفادى المصلون الصلاة على أرصفة الشوارع و ينقص الازدحام و يٌحسَّن النظام و يزداد الوئام و الإلتآم و يدعو الجميع لفخامته بحسن الختام بعد كل صلاة جمعة في اليقضة و في المنام.
  • أكبر مستشفى في إفريقيا بكامل الإختصاصات الموجودة في مستشفيات العالم المتقدم مع كامل العتاد التقني و إذا استلزم الحال بكامل طاقمه الطبي المختص. و هكذا فلن يضطر فخامته و طاقمه الوزاري و العسكري و الذين وصلوا إلى أرذل العمر أن يتطبّبوا في فرنسا، و أن لا يضطر المواطن الجزائري التاعس البائس الذي أنهكته الأمراض الظاهرة منها و الباطنة، أن يتكلف عناء السفر إلى تونس أو الأردن. و لفخامته أن يسمي هذا المستشفى "مستشفى بوتفليقة الأعظم"، و له أن يردّ كلمة "الأعظم" له أو للمستشفى فالمريض الجزائري لا يبالي.
  • فندق 4 أو 5 نجوم في كل ولاية مع تناسب كبر و ضخامة الفندق مع كبر و أهمية الولاية. و هكذا يجد المواطن أين يلجأ كلما اضطر أن يسافر لاي ولاية من ولايات الوطن الغالي. و في الحقيقة أنني سئمت اللجوء الى أقاربي في العاصمة و هم على ما عليهم من ضيق في المسكن و شح في العيش، و سئمت اللجوء الى الحمهمات و المرشهات العمومية و الفنادق الصغيرة التي سبقني إليها البقّ و الڤرَلُّو و الناموس و الخنفس و النمل أسوده و أحمره. و كذلك سئمت من مماطلة أصدقائي الأجانب ( لمدة 50 سنة) في استضافتهم لزيارة وطني الغالي لانه  لا يوجد أين ينزل السائح الأجنبي لما تطأ أقدامه أرض وطني الخالي من الفنادق ذات المواصفات العالمية.
  • و اخيرا، إذا ارتأى فخامته أننا شعب "غاشي" قد لا نستحق فعلا مشاريع ذات طابع عصري و راق كالمشاريع المذكورة أعلاه، فأنا أشير على فخامته آنه قد لا يعلم أن كثيرا من هذا الغاشي مازال و للأسف يعيش في دشر و مشتات و قرى و واحات نائية تكاد لا تظهر على الخرائط و تعاني من غياب شبكة طرقات عصرية تسهل على ضعيفهم و مريضهم التنقل، و أن كثيرا من بغالهم تعثرت في طرقات لم تعد صالحة حتى لأشطر البغال الجزائرية. فمشروع آنجاز وتوصيل هاته المناطق النائية بشبكة طرق عصرية يكون له من الاثر ما يدخل الفرحة و الامتنان في قلوب هذا الغاشي عبادهم و بغالهم.


Saturday, September 8, 2012

مشكلة الجزائريين مع الممهلات في الطرق

طريقة وضع الممَهِّلات في الطرق الجزائرية و تصميمها إنما هو دلالة على العقلية التي تدار بها شؤون البلاد. أولا توضع هذه الممهلات بطريقة عشوائية و لا يعتمد المسؤولين في وضعها على الطرق العلمية المتعامل بها في البلدان الأخرى. و لما أقول علمية فأنا لا أقصد في ذلك علوما متقدمة كعلم ميكانيك الكم (Quantum Mechanics) أو نظرية الأوتار (String Theory)، فوضع الممهلات لا يتطلب في أغلب الحالات أكثر من قواعد منطقية بسيطة معمول بها في مصالح الطرقات في كل بلدان العالم المتقدم و غير المتقدم. و لكن يبدو أن المصالح الجزائرية لا تتعامل الا بقاعدة واحدة ألى و هي "عينك هي ميزانك".
و ما زاد الطينة بلة أن هاته الممهلات تأتي في أشكال و أحجام متعددة بتعدد واضعيها و متنوعة بتنوع حالتهم النفسية حين وضعها. فمنها الطويلة الممِلة و القصيرة المحبطة، و المنبسطة التي فقدت ميزة الممهل و المرتفعة التي وضعت حقدا و "زكارة" في المواطن السائق،  و هناك المائلة و "المفرومة" و المكتملة و المنتقصة و المتكررة و مزدوجة الحدبات، و المتخفية التي تأتي بغتة و دون إنذار مسبق، و الظاهرة التي تأتي متحدية، و هناك المندثرة و المزالة التى لم تعد موجودة و لكن مكانها مازال يثير الخوف و الفزع في نفوس السائقين، فترى تأثيرها باق حتى بعد رحيلها.

و من أغرب مواقف السائق مع هاته الممهلات أن إشارة الإنذار بقرب الممهل و التقليص من سرعة المركبة عادة ما تأتي بعد فوات الأوان حيث تكون مركبتك قد وصلت الى مستوى الممهل أو تجاوزته. أما أغبى مواضع الممهلات حين تكون عند إنتهاء الأماكن العمرانية كالخروج من المدن و ليس هناك أي سبب آخر لوضع هذه الممهلات. أما ما أعتبره حقا جريمة لا تغتفر في حق السائق (و سيارته) حين ينصب ممهل و لا يُعَلَّم بلون واضح يحث يمكن أن يُرى و يُميَّز في النهار و في الليل. فكم من مرة و رغم إنتباهي المركز و إحتذاري المتواصل الا أنني تباغتني بعض الممهلات غير المعلمة فتنال سيارتي المسكينة صدمةً يرتج لها كل جزء من أجزائها عقابا لغفلتي، و يأخذ عمودي الفقري نصيبه منها. 

فمن المسؤول عن مأساة السائق و الراجل في الجزائر يا ترى؟

و للإجابة على هذا السؤال أدعوكم الى قراءة و مراجعة هذا الرابط كنموذج لمناقشة مسائل الممهلات في البرلمان الفرنسي لعله يأتي يوم يكون لبرلماننا شيء مفيد يفعله فيرد عن تساؤلات المواطن في بلد تكاثرت فيه الممهلات ونمت فيه الحواجز.   

مراجع:
الممهلات والحواجز الأمنية تقضي على نصف عمر السيارة في الجزائر - الشروق أون لاين
Question écrite no 55273 posée le 14 juillet 2009, réponse du Ministre des Transports le 8 décembre 2009

Friday, August 31, 2012

البحث العلمي في الجزائر: إلى أين؟

حين يدرس أحدنا مؤشرات التطور الإنساني في الجزائر و خاصة في مجال التعليم و البحث العلمي فإن أحدنا لا يتفاجأ لمفاد مقال الشروق أدناه. فالنظام الجزائري لم يكترث أبدا للعلم و للتعليم و البحث العلمي. و الأدلة على ذلك كثيرة و لا تدع الأرقام و الإحصائيات التي تقدمها الحكومات المتتالية تخدعك، فهي دائما للتعبير عمّا أنفقته الدولة على هذا القطاع و ليس عمّا حققه القطاع من إنجارات في الداخل و خارج البلاد. فهاته الأرقام سطحية و ليس لها نفع إلا لرمي الرماد في أعين المنظمات الدولية حتى تخفف الضغط عن النظام القائم في الجزائر.

و لكن السؤال ليس حقيقة تدهور هذا القطاع أم لا و لكن السؤال الأصوب هو لماذا. فحتى في دول ديكتاتورية كتونس في عهد بن علي كان قطاع التعليم محافظا على نوعيته و تنافسيته. أما في الجزائر و خاصة في عُهدات بوتفليقة، فحال التعليم و البحث العلمي هو نفس حال الفلاحة و التجارة و الصناعة و السياسة. فبوتفليقة أهدر مقومات الدولة و رمى بالأموال السهلة على الجميع من دون إستراتيجية بناء و تطوير واضحة. بل الإستراتجية الوحيدة كانت شراء الذمم و البقاء على عرش السلطة و لو كان الثمن إنهيار الدولة الجزائرية و هو مانحن بصدد مشاهدته بعد إنتخابات ١٠ ماي.

يبدو لي أن السبب الرئيسي هو في الحقيقة العقلية العسكرية الرعيانية و نظام الريع الذي يمقت كل من راد أن "يفهم" هو الذي أخرج الجزائر من إنطلاقتها نحو المعاصرة و التحضر و أعادها إلى بداوتها و بدائيتها .الإنغلاق التراكمي منذ ١٩٦٢ و الإنسداد التدريجي هو الذي دفعنا الى الوضع الذي نعيشه هذه الأيام؛  و كما كنت قد أشرت اليه من قبل، ليست حكومة بوتفليقة معطلة فحسب بل كل الأمة معطلة.


Friday, August 17, 2012

على عاتق من تقع تربية المجتمع الجزائري؟

لمّا يصل إستنتاج المدير العام لإدارة السجون السيد مختار فليون إلى أنّ المجتمع الجزائري فشل في تربية المواطن فأنا أقول أن مسؤولينا نجحوا في إستعمال لغة الخشب الى حد الإستنفاد. فالحقيقة أن الدولة بمؤسساتها و منظوماتها التعليمية و القانونية و الإدارية هي التي فشلت في تربية المواطن و ترشيد المجتمع.

و لطالما إستعمل مسؤولو الدولة هذا التكتيك الديماغوجي الذي لم يعد ينفع بل يزيد في الهوة التي بناها هذا النظام بين مؤسسات الدولة و الجيل الصاعد. و إذا كان هناك فشل من جانب هذا المجتمع المغلوب على أمره، إنما هو فشله في إقتلاع هذا النظام الفاسد الذي مازال يجثم على صدره و يكتم أنفاسه لأجيال عدة.


Tuesday, August 14, 2012

من يقول أن مؤسسات الدولة في الجزائر معطلة؟

من أحسن من قسنطيني ليفزع و يهرع لنجدة اللواء المتقاعد نزار. فالنظام يعلم أن من هو في موقع المساءلة و المحاسبة ليس نزار فحسب بل النظام كله. فنزار ما هو الا الواجهة الظاهرة لمجموعة من العسكريين الذين في تفانيهم في حماية الجمهورية الجزائرية و قيمها قد يكونوا تمادوا قليلا، كما يقول قسنطيني،  فضحّوا بكلّ قيم الجمهورية الجزائرية و حتى قيم الجمهورية الفرنسية، و كل مبادئ حقوق الإنسان كيفما كانت.
و لكن الحقيقة أن الشعب الجزائري برمّته لم يتسنّى له يوما أن يعرف ما تكون هاته القيم الجمهورية أو ينعم بأبسط الحقوق لا قبل 1992 و لا بعدها... و لا حتى  في يومنا هذا.  الشعب لم يدرك بعد لأي هدف دفع ثمنا غاليا في عشرية سوداء ... إكتملت  بعشرية أخرى لا لون لها و لا طعم.

الجزائر تايمز الجريدة الإكترونية _ قسنطيني يهرول لنجدة خالد نزار و يدعو لإطلاق حملة لجمع ثلاثة ملايين توقيع

Friday, June 22, 2012

لِما يترك الجزائريون بوتفليقة يعطل انطلاقتهم نحو مستقبل أفضل؟

يجب أن لا نستغرب لما نرى عددا مهما من الوزارات معطلة لا لشيء الا لأن "طاب جنانو" بكل فخامته لم يصل بعد الى قرار يرضيه و يرضي من لم "يطيب جنانهم" بعد. ففي الحقيقة ليست بعض المؤسسات فقط من هي معطلة، بل الدولة و الأمة كلها معطلة منذ 1962. الأقتصاد و التجارة و اعمار البلاد و احلال الأمن و الأمان و صناعة مجتمع المستقبل، كل هذا معطل بسبب عصابة من المتسلطين على هذا الشعب المقهور.

Saturday, June 16, 2012

لماذا لا يناقش البرلمان أسباب ظاهرة اشعال الناس النار في أنفسهم؟

يُعتبر حرق الناس لأنفسهم ظاهرة جديدة في الجزائر وعلى الجزائريين. و رغم خطورة هذه الظاهرة لم تكترث الحكومة لتسارع بدراسة هذه الظاهرة و تفسير خلفياتها و دوافعها. حتى البرلمان الممثل الشرعي لهموم الرعية لم يُظِهر أي إهتمام لما يحدث للناس و كأنّ الجميــــــع يعلم ولكن لا يريد أن يعرف، كما يقول المثل عندنا "خلّي البير بغطاه"، و ما أكثر آبارنا المغطاة. و لكن الأغرب من كل هذا أن المجتمع المدني ومثقفينا ومفكرينا لم يحرِّكوا ساكنا إلّا ربما لأغراض سياسوية.
بما أن هذه الظاهرة تعتبر حالة إجتماعية لم يكن يعهدها مجتمعنا من قبل مثلها مثل ظواهر عديدة أُخرى، كان من المفترض و البديهي أن يتسارع عباقرتُنا في عِلم الإجتماع وورائهم جامعاتنا المتفوقة، للإنصباب في دراسة هذه الإشكالية و تنوير الجميع عما يحدث للعباد في هذه البلاد. لكن لا! في هذه البلاد نترك المجال في هذه الأمور الحساسة لأزلام النظام لكي يفتونا فيها  على غرار تصريح وزير الداخلية مفاده أن هذه الظاهرة بكل بساطة ظاهرة مستوردة.

Wednesday, June 13, 2012

أنا لا أعلم، أنا لا أرى، أنا لا أسمع ... إذا أنا مواطن صالح

لمّا قرأت الخبر أدناه إنتابتني دهشة و ذهول مِمّا قد يتعرّض له المواطن الجزائري حين  تُسوّل له نفسه أخذ مبادرة في غير محلّها. فهذا الطبيب النفساني المسكين بذهابه إلى العراق في مهمة إنسانية  وضع نفسه في حالة مخالَفة بالنسبة للنظام الجزائري لأنه بكل بســــاطة "حاسب روحو فاهم". ثانيا لما يقف - عن قصد أوغير قصد - على واقع ما، و يذهب إلى سفارة بلد أجنبي و يخبرهم بما شاهد و رأى، فهنا يكون هذا النفساني المخلوق انتقل من خانة الفهامة الزائدة إلى خانة الخيانة العظمى. فالدرس هنا أن  عشرون سنة سجن معلقة على رؤوس الجزائريين جديرة بوأد كل روح للمبادرة و تحجيم كل فهامة في غير محلّها.

 ففكِّر سبع مرّات قبل أن تُخبر أجنبيا كم هي الساعة الآن.

20 ans de prison pour collaboration avec un Etat étranger | Algérie 1:

Tuesday, June 12, 2012

هل تحتاج الجزائر الى ثورة؟

في الظروف التي تمر بها البلاد هذه الأيام أنا أعتقد أن الجزائر و الجزائريين بحاجة إلى اعادة تعريفٍ للثّورة. فبعد 58 سنة من ثورة تحريرٍ أدّت ما عليها قبل الإستقلال و أكثر ما عليها بعد الإستقلال، و بعد 50 سنة من استقلال خسِرنا فيها معارك ثلاث ثورات، أولاها أتلفت الزرع و أفسدت الضرع، و ثانيها خربت الصناعة و أرخست البضاعة و ثالثها أجهضت الأفكار و أطفأت الأنوار، و بعد 20 سنة من نظامٍ لا لون له و لا طعم، لا بدّ و أن تكون هناك ثورة على الوضع القائم.
 و لاكن أي نوع من الثورات؟ إلى حين الجواب على هذا السؤال، أقترح ان نبدأ بثورة ضد الرداءة و الفساد الإداري و المالي و السياسي، ثورة ضد السطحية و الانبطاحية، ثورة نسترجع على إثرها رجولتنا و قيم مجتمعنا من جديد و نسترد ماء وجهنا بين المجتمعات الأخرى. حينها قد يتضح أن هذا كل ما كان يجب أن نفعله و لا حاجة لنا بعد ذالك لثورة.
لو نجحنا أن نبعد عن أنظارنا واجهات المباني الجديدة ذات اللون الآجوري و واجهات المباني القديمة ذات اللون الرمادي، لو نجحنا أن نزيل قطع الأكياس السوداء من على أشجار المتيجة قد لا نحتاج الى ثورة. كما لا نحتاج الى ثورة لو تمكّن المواطن البسيط أن يتجه آخر كل شهر بكل طمأنينة إلى مكتب البريد ليستلم عرق جبينه دون أن يشتم و يُشتَم، و يَلكُم و يُلكَم. لكن يبدو أنه لا بد من ثورة مادامت مستشفياتنا توفّر للمواطن الجزائري  حظوظا تساوي 50٪ أن لا يعود الى بيته حيًّا معافى، و 50٪ أن يشارك غرفته القططة السمينة و الجرذان و أنواع عديدة من حشرات  و زواحف لم تُصنّف بعد.
و لكن كل هذا ما هو إلّا هرطقات عجوز أكل الدهر عليه و شرب. فلم يعد أحد يحمِل في قلبه الروح الثورية التي رسّختها خمسون سنة من إعلام رديء ما زلنا نجترّ من خلاله فيديوهات "من جبالنا..." دون أن تحرك فينا ساكنا. فالنظام الحالي لم يعد ينتبه الى أن 70٪ من الجزائريين شباب يتطلع الى المستقبل لا الى ماضٍ بائد لم يعد يعني له شيئًا.

Saturday, June 9, 2012

مصنع سيارات "Renault" عن قريب في الجزائر

حينما يقرأ أحدنا الخبر المعنون أعلاه و في الرابط أدناه يبدو و كأن المتوقع منا أن نطير من الفرحة و نزغرد حتى ينفذ الهواء الذي في رآنا. و لكن في الحقيقة لم تعد لأخبارا كهاته أثرا على نفسيتنا. فمشاريع كهاته في جزائر جبهة التزوير الوطني تأخذ أجيالا لكي تكتمل حين تكتمل، و تلك التي لم يقدر لها أن ترى النور يتوارث أحلامها جيل من بعد جيل. 

فمثلا، مترو الجزائر ورثت أسطورته من أبي و رأيت مدخل النفق يُحفر و يُعلّم عند البريد المركزي لما كنت طالبا. و لكنني أنهيت دراستي و غادرت العاصمة و لم يتسنى لي رؤيته مكتملا إلا مؤخرا. و كذا كان الحال لمطار هواري بومدين الجديد، كان من مشاريع الرئيس الراحل بومدين و رأيت بداياته المتكررة و المتعثرة لسنوات و لم يتسني لي أن أستخدمه أبدا لأن كل سفرياتي و حجتي و عمرتي و حتى قدرتي على السفر انتهت قبل أن يكتمل هذا المشروع. أما مشروع مصنع للسيارات كانت فرنسية أو روسية فتقديري أنه لن يكون هذا عن قريب. ولكن كما تعلمنا من القس الأمريكي لوثر كينغ، يجب أن نبقي شعلة الأمل متّقدة.

فأنا لما رزقت بأولاد لم أفوّت فرصة إلّا و حدثتهم عن الإنجازات العظيمة التي تبذلها الحكومة الجزائرية في بناء الوطن إبتداءًا من مدخل الميترو عند البريد المركزي و عن مشاريع مصانع سيارات "رينو" و "بيجو" و "فيات" و مركبات "مرسيدس"، و عن مشروع أكبر مناء في إفريقيا ألا و هو مناء "جن جن" و عن مشروع واجهة الجزائر العاصمة الذي تمت المرحلة الأولى منه ألا وهي الفيديو كليب على اليوتوب، و عن أجمل حديقة و مركز تسلية المتوقع إقامته على أنقاض مزبلة وادي السمار، و عن المدينة التكنولوجية سيدي عبدالله و عن العاصمة الجزائرية الجديدة ببوقزول، و عن مشروع صحارى، الخ ...

و لكن من بين كل هذه المشاريع، هناك مشروع واحد لم يكتمل و لم يرى النور بعد و لن أمّل التحدث عنه لأولادي، و الدفاع عنه و توضيح منافعه على الأمة شعبا و حكومة، ألا و هو مشروع مجتمع ديموقراطي و حر.

  1. JUIN 4, 2012 - Une usine Renault bientôt en Algérie
  2. 08/02/2012 - Pendant qu’Alger négocie toujours, Renault lance son usine à Tanger - Le Matin DZ - Les idées et le débat
  3. 31 Mai 2008 - L'Expression - Le Quotidien - L’Algérie aura son usine de véhicules:
  4. 30-05-2008 - La Tribune Online - L’Algérie connaîtra son partenaire étranger en construction automobile dans trois mois


Sunday, June 3, 2012

إبن خلدون ينظِّر لتشريعيات ماي 2012 في الجزائر

إنّ الألعوبة التي قام بها النظام الجزائري خلال الإنتخابات التشريعية في شهر ماي 2012 لتعتبر أعجوبة في حد ذاتها. بينما كان الجميع يتوقّع شيئاً من الواقعية في النتائج إلّا أنّ الجميع تفاجأ بأرقام تتحدّى كل النظريّات الرياضيّة بما فيها نظريتا النسبية العامة و الخاصة لآينشتاين. أمّا من الناحية الإجتماعية فإنّ نواميس الحياة بدت عاجزة أمام هول الحدث. بل إنّي أكاد أرى إبن خلدون يُبعَث من قبره حتى ينسخ  ما كتبه في مقدمّته لينظّر من جديد لما حدث  في شهر ماي في كتاب قد يعنوِنُه: "المؤخّرة".

حقّا التزوير الذي أسّس له من "طاب جنانه" و نفّذه النظام بدقّة عسكرية و تبنّته "جبهة التزوير الوطني" و شارك  في مسرحيته تكتّل طمّاع، ليمس بقيم الأمانة و الإخلاص التي ورثناها من آبائنا و أجدادنا المجاهدين و الشهداء. و المساس بهذه القيم ليضع صاحبه في خانة الخيانة العظمى. 

من قال أنّ الإعلام العربي ليس حرّا

قد يستغرب الكثير من مراقبي الساحة الإعلامية في العالم العربي لمّا أؤكد لهم أن الإعلام في  العالم العربي حرّ و أن الإعلام الغربي موجّه. و لكي نفهم هذه الحقيقة  و نزيل قشاع الجهل من على أعيننا يجب أن نقترب أكثر من تعريف الحرية و مدلول التقيّد في ممارسة الإعلام. فنجد أن الإعلام في الغرب مقيّد فِعلاً بقواعد المهنية و ضوابط الأخلاق و موجّه من مبادئ التجرد للحدث الإعلامي. أما إعلامنا العربي فهو متحرّر من هذه القيود لينطلق في خيال لا حدود له و كذب لا أول له و لا آخر و نفاق لا نهاية له . و لهذا فما نقرأه في الجرائد العربية و نسمعه و نراه على شاشتنا القومية لا يمتّ بصلة لما يحدث في الواقع. 

Saturday, May 19, 2012

ماذا يجب أن نتعلم من تشريعيات 10 ماي 2012؟

مذا كان يمكن أن يحدث يوم 10 ماي 2012 غير الذي كان يجب أن يُتوقّع ألا و هو إرجاع الامور الى نصابها.
أولا، منذ إلغاء الانتخابات الحرة الوحيدة سنة 1992، و رغم 20 سنة من التعددية الحزبية المعلنة و لكن الوهمية، نجح النظام في أن يستهبل الشعب و العالم أجمع  ليمكِّن حزب جبهة التحرير من الأغلبية  في البرلمان في كل موعد إنتخابي. و آخر فضيحة كانت يوم 10 ماي الأخير الذي أرسل النظام على إثره رسائل عديدة الى الشعب يقول في أقواها و أخطرها "دز معاهم". و بهذا يكون النظام عن قصد أو عن غير قصد أعلن قطيعة نهائية مع الشباب الجزائري و تطلعاته للتغيير.
ثانيا، من الواضح الآن أن النظام في الجزائر لايستمع الى معاناة الشعب و مطالب الشباب بل لا يأبه لما يحدث في هذا البلد منذ فترة طويلة. فرغم المئات من الشباب الذين يحرِّقون أنفسهم من شدة القهر و الحقرة، و رغم الآلاف من الشباب الذي يخاطر  بنفسه في قوارب الموت فرارا من وضع أوجدته سنون من الظلم و اللامبالات، و رغم 11000 إحتجاج و إعتصام و تجمّع و إضراب شهدته كل أنحاء البلاد في السنة الفائتة و التي قبلها، و رغم تعالي أصوات المثقفين و المهنيِّين و المجتمع المدني في الداخل و الخارج للمناداة بالتغيير السلمي و الإصلاح الهادئ، و رغم الوضع المتردي في كل ميادين الحياة إبتداءً من التدهور المريع في التعليم في كامل مراحله، و الخدمات الصحية المهترئة، و تفشي الفساد الاداري و المالي، و طغت الاختلاسات على سلوكات السياسيين و ذوي الجاه دون حساب أو عقاب،  و وقع إنهيار في كامل مؤشرات التطور الإنساني  كالشفافية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و نظم الإدارة و التسيير الإقتصادي و جلب المستثمر، حيث جعلت هذه  المؤشرات الجزائر تنافس أفقر البلدان و أجهلها و أضعفها على المراتب الأخيرة. رغم كل هذا أبى هذا النظام إلّا أن يهز كتفيه و يمضى غير آبه الى ما آل اليه الوضع.
ثالثا، هذه الإنتخابات هي درس أيضا لبعض الاحزاب التي ما فتئت تضن أنها أحزاب معارضة حقيقية و بالاحرى هي درس لمنتسبي هذه الاحزاب حين استيقضوا صبيحة 11 ماي ليدركوا أنهم شاركوا في مهزلة عمرها 20 سنة لم يكن نضالهم المعلن فيها سوى تكريس لنظام لم تكن نيته أبدا تغيير أو إصلاح. أما قيادة هذه الاحزاب فهم يدركون هاته الحقيقة من البداية و لكن هدفهم كان دائما خدمة أنفسهم لا غير بعدما اشتُرِيت ذممهم. أما طبيعة خطابهم السياسي المبني سواء على الاسلام أو الدفاع عن حقوق العمال أو الوفاء لعهود قطعها أحدهم للشهداء، إن هو الى تكتيكات للوصول الى مآرب خاصة. ففي الحقيقة أبو جرة أو حنون  أو غيرهم لا يختلفون كثيرا عن بوتفليقة أو أويحيى أو بلخادم.

Wednesday, May 2, 2012

ظاهرة الانتحار مستوردة من دول الجوار!!!

أنا أتعجب من أمر هذا النظام لما نسمع اللواء الهامل يوضح "أن ظاهرة الانتحار بالجزائر مستوردة من دول الجوار وأنها دخيلة على المجتمع الجزائري من منطلق أنه مجتمع يتمسك بمعتقداته الإسلامية التي تنهى عن الأمر". أولا أنا كنت أعتقد أن دول الجوار مسلمين مثلنا و لكن يبدو أننا في جزائر العزة و الكرامة  الوحيدين في المنطقة الذين ما زالنا على ما وجدنا عليه آباءنا. ثانيا أنا حقا أتعجب في بلد الإستراد بامتياز لِما لا يكافح هذا النظام هذه الظاهرة و يستورد لنا شيئا من الديموقراطية و شيئا من حرية التعبير من البلدان التي يراها مناسبة. 

Saturday, April 14, 2012

بن بلة لا يأبه لمن سينتخب أو لا ...

ألم أقل لكم في مقال سبق أننا دقدقنا كل الأرقام القياسية في الرداءة التي ما بعدها رداءة. إسمعوا الى الفيديو أدناه لترو كيف نتنافس في المتاجرة بأرواح الناس حتى ساعة مواراتهم التراب و  يوم لقائهم عزرائيل و هو يحاسبهمهم على ما اقترفت آياديهم طيلة حياتهم التعيسة. 
هذا المخلوق في الفيديو أجدر أن يستحي من نفسه و أن يتعظ بمن لاقى مولاه. ففي هذه الساعة لا  أضن أن بن بلة يأبه البتة لمن سيسارع  الى انتخابات لا تزيده في ميزان أعماله أمام بارئه و لا تنقصه شيئا 

فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ... و ما بدّلوا تبديلا

في رحيل  بن بلة لم يكن بوتفليقة يجد أحسن من هذا الحدث كي يستعمله لإثارة العواطف الوطنية لدى المواطن الجزائري و خاصة و نحن على أعتاب إنتخابات تشريعية قد تشهد مقاطعة شاملة. لكن المتتبع لتغطية رحيل بن بلة لا يمكن إلا أن يمعن النظر في السنوات الخمسين الماضية من إستقلال الجزائر ليدرك أن الشعب الجزائري أُختصِر في التصفيق للرئيس الجديد و البكاء و النحيب على من أدركته ساعته و لو كنّا نحن سبب هلاكه، و أخيرا تمجيد و تعظيم من ينتظر و لو كان سببا في هلاكنا.
الكل يعلم الآن أنّ رجالات ثورتنا الخالدة هم من قتلوا عبّان. و جاء ضباط الحدود و أستولوا على الحكم فصفقنالهم، فقتلوا كثيرا من مجاهدى الداخل. و صفقنا لبن بلة فانتفخ غرورا و قتل شعباني. و جاء بومدين و انقلب على من صفقنا عليه فزج بالاوّل في السجن لـ15 سنة، فصفقنا عليه أكثر. و سُمِّم بومدين فبكينا عليه و انتحبنا، و لم نجرأ حتى أن نسأل كيف مات. 
و جاء بن جديد بعهد جديد فصفقنا له بقدر ما بكينا على سلفه. ثم جاء حكم العسكر بقيادة الجنرال نزار و وراءه ثلة من جنرالات فرنسا بعد أن أزالوا بن جديد من منصبه، وصُحِّحت إرادة الشعب بعد أن أخطأ الخيار و أوقفت جبهة الإنقاذ و هي على أعتاب الحكم و أرسل رجالها الى المعتقلات في الصحراء و رمي منتسبيها في غياهب السجون، و طوردوا في الجبال و الفيافي. فكانت بداية العشرية السوداء. فسرعان ما تجرءنا لنسأل "من يقتل من؟" حتى كُمِّمت أفواهنا فبكمنا.
و جيئ ببوضياف بعد أن كان مهجّرا و منبوذا في عهد بومدين، و فجأة انتعشت ذاكرتنا الجماعية فادركنا خصال المهدي المنتظر في هذا الرجل. فما كان عسانا إلا أن نصفق له أكثر و أشد علّه يغفرلنا خطيئتنا و ينقذنا من مغبة خيارنا المشؤوم. لكن هذا الرجل الذي غاب عن وطنه فترة طويلة ما كان ليدرك أنّ تصفيق الشعب لا ينفع و لا يغني من جوع، فراح بوضياف  يجول و يصول وحيدا في كواليس الحكم و هو يصارع أشباحا إلى أن لقي حتفه على مرأى و مسمع من العالم على يدي من أتوا به بعد أربعة أشهر من المجيئ به. 
و بكينا على بوضياف و نُحنا عليه بقدر ما صفقنا له. و نسيناه و نسينا محاسنه بنفس السرعة التي تذكرناه و تاريخه بها. ولم يكن حتى فيه داع لنسأل من قتله. نحن نعلم. 
و بنفس السرعة إكتشفنا زروال و مناكبه و أخلاقه ووطنيته و قُدِّم لنا على أنه الجنرال الوحيد الذي لم يكن في الجيش الفرنسي، و إكتشفنا فصاحته و إن كان الرجل لا يحسن الارتجال بجملتين مستقيمتين، و ماعسانا ننتظر من عسكري قضى حياته التكلم بلغة الكازيرنات. و لكن إستحسنا مجيئه فالجزائر لا تملك بعد من بين أبنائها الخمسة و ثلاثين مليون نسمة من يحسن إدارة الوطن المفدّى إلا أمثال بن جديد و نزار و تواتي و زروال. 
و رغم كل هذا إضطر الجنرال النظيف زروال أن يستقيل فكان لزاما علينا ن نأتي بمنقذ آخر و لو إضطررنا أن نستورده كما فعلنا مع بوضياف. فمن يكون أحسن ممن هجره الشاذلي و نفاه بتهمة إختلاس 24 مليون دولار. فكان ذالك بوتفليقة سليل جيش التحرير، الديبلوماسي المحنك، وريث بومدين و الامين على رسالة الشهداء، المنقذ المنتظر و المصلح المعتبر و الرئيس المنتصر في عهدتين و زدناه ثالثة. و لا نفتأ نزيده من أصواتنا و تصفيقاتنا الى أن يهلك أحدنا. 
خمسون سنة من إستقلال مفترض علمتنا أن نصفق على الرئيس الجديد و نتنافس في تبجيله و تعظيمه مادام يتولى أمرنا، و أن نبكيه حين يهلك على أيدينا أو على غيرها،  و أن لا نسأل عن أشياء إن تُبدى لنا تسؤنا.