Saturday, November 3, 2012

الدور السلبي للدبلوماسية الجزائرية في حماية مصالح الوطن: حالتا ليبيا و مالي

من هو أحسن من مدلسي ليؤقلم الموقف الجزائري ليصبح أخيرا مؤيدا لتدخل فرنسا و أمريكا عسكريا في شمال مالي. و هل تجد فرنسا و أمريكا أحسن من الجزائر نظاما و خبرة في مساندتهما في تحقيق أهدافهما باسم مكافحة الإرهاب الذي لا يمل الإعلام الجزائري من الاشارة الى المعاناة التي لحقت بالجزائر بسببه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ألم تكن الجزائر لعامين خلت ضد أي تدخل عسكري في ليبيا الشقيقة و خاصة مع رؤية المستعمر السابق يصول و يجول على تخوم أرضها. ألم يكن الأمر من الخطورة ما جعلنا نضحِّي بصداقة شعب شقيق و آثرنا عليه طاغيته الذي نكّل به و قتًّله و سفك دمائه قبل أن يؤخذ أخذ عزيز مقتدر.

 مذا حدث بين ذلك الوقت و الآن؟ مذا حدث لحساسيتنا إتجاه الجيش الفرنسي و هو على وشك التعسكر على بعد أميال قليلة من حدودنا الجنوبية؟ هذا إن لم نكن قد إستضفناه فعلا على أراضينا كما تؤكده كثير من المصادر. أين عميمور و بلخادم و بوقطاية، رموز النيف الجزائري و أصحاب الوطنية الحقيقية، حتى يفتونا في رؤيانا هذه و يجيبونا على أسئلتنا هاته؟ 
و أخيرا من هو حقيقةً هذا العدو الذي يستلزم تدخل أعظم جيوش الدنيا، أهو حقا القاعدة التي يطالب الجميع بإجتثاثها من الساحل، أم هم مسلحي أنصار الإسلام الذين  مازالت الجزائر تفاوضهم؟ أم إن الحقيقة هي أن لأمريكا و فرنسا مآرب أخرى و هم لم يفتؤوا أن وجدوا في ضعف الدولة الجزائرية و وهَن النظام فيها فرصة لبسط هيمنتهم على الوضع الراهن و فرض غزو عسكري في المنطقة.

مذا لو كان موقف الجزائر من الثورة الشعبية في ليبيا غير الذي كان و تأثيره في تعزيز موقفها من  قضية شمال مالي؟ مذا يكون موقف الدولة الآن لو أدرك النظام أين المصلحة العليا للبلد و أخذ زمام المبادرة و لعب الدور الرئيسي في مساندة الثورة و الثوار في ليبيا. و لكن للاسف كل ما فعلناه هو إختلاق عداوة جديدة على حدودنا الشرقية بعد تكريس العداوة مع جارنا في الحدود الغربية، . و الآن نحن بصدد خلق وضع لا يحمد عقباه على حدودنا الجنوبية.

أنا أخشى أن تكون هذه بداية لعهد جديد لا يأتي بخير على الجزائر.

1 comment:

  1. السلام عليكم
    أولا، أظن أنه لابد من بناء حائط فاصل بين ما يقوم به النظام بواجهته المتمثلة في الحكومة ووزرائها. وبين ما يريده الشعب الذي لا مجال للشك أنه غير موافق أبدا على كل القرارات السياسية لهذا النظام سواء كانت داخلية أو خارجية.
    فلست أعلم وأظن أن أغلبية الجزائريين كذلك لا يعلمون من يتخذ القرارات التي تهمهم، ولا كيف يتم ذلك، رغم أن الكثيرين لا يهتمون لذلك.
    إني أستغرب حقا تساؤلك عن غياب ردود فعل الطامعين السياسيين ومن يدعون الوطنية، رغم أن الجميع يعلم أنهم ليسوا أكثر من مهرجين ينشطون تحت سوط وعصا النظام في سيرك يسيره كما يشاء.
    إن الانطباع حول سياسية النظام من الخارج يظهر أن إيديولوجيته مبنية اتخاذ قرارات كرد فعل فقط، وعلى فكرة رفض التدخل أو اتخاذ مواقف خاصة بالدول الأخرى مهما كانت طبيعتها أو دوافعها، - بإستثناء ما يعتبره قضايا عادلة لأمور استغلالية - وفي المقابل فهو يتوقع أن لا يتدخل الآخرون في الشأن الداخلي، من أجل إحكام سيطرته والحفاظ على وجوده، مع فعل كل شيء للحفاظ على مصالح "البيغ بويز" وذلك يشمل التحرك العسكري في المجالات المجاورة له إن تطلب الأمر ولو كان ذلك على حساب إرادتنا ومبادئنا.

    ReplyDelete