Saturday, May 19, 2012

ماذا يجب أن نتعلم من تشريعيات 10 ماي 2012؟

مذا كان يمكن أن يحدث يوم 10 ماي 2012 غير الذي كان يجب أن يُتوقّع ألا و هو إرجاع الامور الى نصابها.
أولا، منذ إلغاء الانتخابات الحرة الوحيدة سنة 1992، و رغم 20 سنة من التعددية الحزبية المعلنة و لكن الوهمية، نجح النظام في أن يستهبل الشعب و العالم أجمع  ليمكِّن حزب جبهة التحرير من الأغلبية  في البرلمان في كل موعد إنتخابي. و آخر فضيحة كانت يوم 10 ماي الأخير الذي أرسل النظام على إثره رسائل عديدة الى الشعب يقول في أقواها و أخطرها "دز معاهم". و بهذا يكون النظام عن قصد أو عن غير قصد أعلن قطيعة نهائية مع الشباب الجزائري و تطلعاته للتغيير.
ثانيا، من الواضح الآن أن النظام في الجزائر لايستمع الى معاناة الشعب و مطالب الشباب بل لا يأبه لما يحدث في هذا البلد منذ فترة طويلة. فرغم المئات من الشباب الذين يحرِّقون أنفسهم من شدة القهر و الحقرة، و رغم الآلاف من الشباب الذي يخاطر  بنفسه في قوارب الموت فرارا من وضع أوجدته سنون من الظلم و اللامبالات، و رغم 11000 إحتجاج و إعتصام و تجمّع و إضراب شهدته كل أنحاء البلاد في السنة الفائتة و التي قبلها، و رغم تعالي أصوات المثقفين و المهنيِّين و المجتمع المدني في الداخل و الخارج للمناداة بالتغيير السلمي و الإصلاح الهادئ، و رغم الوضع المتردي في كل ميادين الحياة إبتداءً من التدهور المريع في التعليم في كامل مراحله، و الخدمات الصحية المهترئة، و تفشي الفساد الاداري و المالي، و طغت الاختلاسات على سلوكات السياسيين و ذوي الجاه دون حساب أو عقاب،  و وقع إنهيار في كامل مؤشرات التطور الإنساني  كالشفافية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و نظم الإدارة و التسيير الإقتصادي و جلب المستثمر، حيث جعلت هذه  المؤشرات الجزائر تنافس أفقر البلدان و أجهلها و أضعفها على المراتب الأخيرة. رغم كل هذا أبى هذا النظام إلّا أن يهز كتفيه و يمضى غير آبه الى ما آل اليه الوضع.
ثالثا، هذه الإنتخابات هي درس أيضا لبعض الاحزاب التي ما فتئت تضن أنها أحزاب معارضة حقيقية و بالاحرى هي درس لمنتسبي هذه الاحزاب حين استيقضوا صبيحة 11 ماي ليدركوا أنهم شاركوا في مهزلة عمرها 20 سنة لم يكن نضالهم المعلن فيها سوى تكريس لنظام لم تكن نيته أبدا تغيير أو إصلاح. أما قيادة هذه الاحزاب فهم يدركون هاته الحقيقة من البداية و لكن هدفهم كان دائما خدمة أنفسهم لا غير بعدما اشتُرِيت ذممهم. أما طبيعة خطابهم السياسي المبني سواء على الاسلام أو الدفاع عن حقوق العمال أو الوفاء لعهود قطعها أحدهم للشهداء، إن هو الى تكتيكات للوصول الى مآرب خاصة. ففي الحقيقة أبو جرة أو حنون  أو غيرهم لا يختلفون كثيرا عن بوتفليقة أو أويحيى أو بلخادم.

No comments:

Post a Comment