Friday, February 10, 2012

أنا حزيــــــــــــــــــن

أنا حزين لأنني أدركت أخيرا أنّ الجزائر لم تستقل بعد . . . و لكن حزني أكبر لسذاجتي طوال هاته السنين حيث كاد عُمري كلّه أن يمضي و لم أدرك هاته الحقيقة المرة . . . و قياسا على ذلك قد يكونون قلة من يدركون هاته الحقيقة ...
أنا حزين لأنه رغم 50 سنة من المفاخر و الكبرياء و "النيف" ندرك أن فرنسا لم ترحل بعد  بل إستبدلت عساكرهــــا بوُكلاء أرخس و عملاء أتعس يتكلمون بلساننا و يظهرون بجلدتنا و يدينون بديننا.
أنا حزين جدا لأنه تُهيِّئَ  لنا أننا أنتصرنا على فرنسا و أنتزعنا حريتنا، لكن الحقيقة أننا لم ننتصر بعد، و حريتنا مازالت بعيدة المنال . . . فالعربية ليست بعد لغتنا و الإسلام يكاد أن لا يكون ديننا و الجزائر ليست بعد وطننا . . . و كيف لا و وزير خارجيتنا لا يفوِّت فرصة إلا و يجدد ولاءه لفرنسا دون أن يخدش ذلك مشاعر  رئيسنا و لا أعضاء برلماننا. . .  حتى الوزير الأول يهرع لنجدة فرنسا من هجمات أردوغان معرِّضا بذلك المصالح العليا للبلاد لحساباته الشخصية . . .

أنا حزين و كيف لا و أنا أستيقظ صبيحة 5 جويلية بعد 50 عاما من إستقلال زائف و أنا أرى شباب الجزائر و كهولها، رجالها و نسائها، إمّا  يحرِّقون أنفسهم من شدة الأسى و الهوان، أو يصارعون البحار العاتية و الغرق الأكيد علّهم يلتحقون بأرض المستعمر الذي   أنتصرنا عليه أو كما ضننا. فكلنا مدلسي نهرع و نترامى تحت أرجل فرنسا لعلّها تغفر لنا خطيئة آبائنا بن مهيدي و عميروش.
أنا حزين لأنني أدركت كبر خيانتي لوالدي الشهيد . . . ولأنني بححت من هتافي "وان، تو، ثري، فيفا لالجيري" لما ضننت جهلا أننا أنتصرنا ...   

No comments:

Post a Comment