Tuesday, June 12, 2012

هل تحتاج الجزائر الى ثورة؟

في الظروف التي تمر بها البلاد هذه الأيام أنا أعتقد أن الجزائر و الجزائريين بحاجة إلى اعادة تعريفٍ للثّورة. فبعد 58 سنة من ثورة تحريرٍ أدّت ما عليها قبل الإستقلال و أكثر ما عليها بعد الإستقلال، و بعد 50 سنة من استقلال خسِرنا فيها معارك ثلاث ثورات، أولاها أتلفت الزرع و أفسدت الضرع، و ثانيها خربت الصناعة و أرخست البضاعة و ثالثها أجهضت الأفكار و أطفأت الأنوار، و بعد 20 سنة من نظامٍ لا لون له و لا طعم، لا بدّ و أن تكون هناك ثورة على الوضع القائم.
 و لاكن أي نوع من الثورات؟ إلى حين الجواب على هذا السؤال، أقترح ان نبدأ بثورة ضد الرداءة و الفساد الإداري و المالي و السياسي، ثورة ضد السطحية و الانبطاحية، ثورة نسترجع على إثرها رجولتنا و قيم مجتمعنا من جديد و نسترد ماء وجهنا بين المجتمعات الأخرى. حينها قد يتضح أن هذا كل ما كان يجب أن نفعله و لا حاجة لنا بعد ذالك لثورة.
لو نجحنا أن نبعد عن أنظارنا واجهات المباني الجديدة ذات اللون الآجوري و واجهات المباني القديمة ذات اللون الرمادي، لو نجحنا أن نزيل قطع الأكياس السوداء من على أشجار المتيجة قد لا نحتاج الى ثورة. كما لا نحتاج الى ثورة لو تمكّن المواطن البسيط أن يتجه آخر كل شهر بكل طمأنينة إلى مكتب البريد ليستلم عرق جبينه دون أن يشتم و يُشتَم، و يَلكُم و يُلكَم. لكن يبدو أنه لا بد من ثورة مادامت مستشفياتنا توفّر للمواطن الجزائري  حظوظا تساوي 50٪ أن لا يعود الى بيته حيًّا معافى، و 50٪ أن يشارك غرفته القططة السمينة و الجرذان و أنواع عديدة من حشرات  و زواحف لم تُصنّف بعد.
و لكن كل هذا ما هو إلّا هرطقات عجوز أكل الدهر عليه و شرب. فلم يعد أحد يحمِل في قلبه الروح الثورية التي رسّختها خمسون سنة من إعلام رديء ما زلنا نجترّ من خلاله فيديوهات "من جبالنا..." دون أن تحرك فينا ساكنا. فالنظام الحالي لم يعد ينتبه الى أن 70٪ من الجزائريين شباب يتطلع الى المستقبل لا الى ماضٍ بائد لم يعد يعني له شيئًا.

No comments:

Post a Comment