Monday, September 17, 2012

هل نحتاج الى بناء مسجد بوتيفليقة الأعظم؟

لو كان للشعب رأي في كيفية إنفاق المال العام لكان له بالتأكيد رأي آخر. و لو أٌستشِير أهل الإختصاص لاختاروا عوض جامع كبير بمليار يورو (مبدئيا) واحد من المشاريع التالية:
  • ألف مسجد جامع و لتكن في العاصمة أو تلمسان إن شاء فخامته و هكذا يتفادى المصلون الصلاة على أرصفة الشوارع و ينقص الازدحام و يٌحسَّن النظام و يزداد الوئام و الإلتآم و يدعو الجميع لفخامته بحسن الختام بعد كل صلاة جمعة في اليقضة و في المنام.
  • أكبر مستشفى في إفريقيا بكامل الإختصاصات الموجودة في مستشفيات العالم المتقدم مع كامل العتاد التقني و إذا استلزم الحال بكامل طاقمه الطبي المختص. و هكذا فلن يضطر فخامته و طاقمه الوزاري و العسكري و الذين وصلوا إلى أرذل العمر أن يتطبّبوا في فرنسا، و أن لا يضطر المواطن الجزائري التاعس البائس الذي أنهكته الأمراض الظاهرة منها و الباطنة، أن يتكلف عناء السفر إلى تونس أو الأردن. و لفخامته أن يسمي هذا المستشفى "مستشفى بوتفليقة الأعظم"، و له أن يردّ كلمة "الأعظم" له أو للمستشفى فالمريض الجزائري لا يبالي.
  • فندق 4 أو 5 نجوم في كل ولاية مع تناسب كبر و ضخامة الفندق مع كبر و أهمية الولاية. و هكذا يجد المواطن أين يلجأ كلما اضطر أن يسافر لاي ولاية من ولايات الوطن الغالي. و في الحقيقة أنني سئمت اللجوء الى أقاربي في العاصمة و هم على ما عليهم من ضيق في المسكن و شح في العيش، و سئمت اللجوء الى الحمهمات و المرشهات العمومية و الفنادق الصغيرة التي سبقني إليها البقّ و الڤرَلُّو و الناموس و الخنفس و النمل أسوده و أحمره. و كذلك سئمت من مماطلة أصدقائي الأجانب ( لمدة 50 سنة) في استضافتهم لزيارة وطني الغالي لانه  لا يوجد أين ينزل السائح الأجنبي لما تطأ أقدامه أرض وطني الخالي من الفنادق ذات المواصفات العالمية.
  • و اخيرا، إذا ارتأى فخامته أننا شعب "غاشي" قد لا نستحق فعلا مشاريع ذات طابع عصري و راق كالمشاريع المذكورة أعلاه، فأنا أشير على فخامته آنه قد لا يعلم أن كثيرا من هذا الغاشي مازال و للأسف يعيش في دشر و مشتات و قرى و واحات نائية تكاد لا تظهر على الخرائط و تعاني من غياب شبكة طرقات عصرية تسهل على ضعيفهم و مريضهم التنقل، و أن كثيرا من بغالهم تعثرت في طرقات لم تعد صالحة حتى لأشطر البغال الجزائرية. فمشروع آنجاز وتوصيل هاته المناطق النائية بشبكة طرق عصرية يكون له من الاثر ما يدخل الفرحة و الامتنان في قلوب هذا الغاشي عبادهم و بغالهم.


Saturday, September 8, 2012

مشكلة الجزائريين مع الممهلات في الطرق

طريقة وضع الممَهِّلات في الطرق الجزائرية و تصميمها إنما هو دلالة على العقلية التي تدار بها شؤون البلاد. أولا توضع هذه الممهلات بطريقة عشوائية و لا يعتمد المسؤولين في وضعها على الطرق العلمية المتعامل بها في البلدان الأخرى. و لما أقول علمية فأنا لا أقصد في ذلك علوما متقدمة كعلم ميكانيك الكم (Quantum Mechanics) أو نظرية الأوتار (String Theory)، فوضع الممهلات لا يتطلب في أغلب الحالات أكثر من قواعد منطقية بسيطة معمول بها في مصالح الطرقات في كل بلدان العالم المتقدم و غير المتقدم. و لكن يبدو أن المصالح الجزائرية لا تتعامل الا بقاعدة واحدة ألى و هي "عينك هي ميزانك".
و ما زاد الطينة بلة أن هاته الممهلات تأتي في أشكال و أحجام متعددة بتعدد واضعيها و متنوعة بتنوع حالتهم النفسية حين وضعها. فمنها الطويلة الممِلة و القصيرة المحبطة، و المنبسطة التي فقدت ميزة الممهل و المرتفعة التي وضعت حقدا و "زكارة" في المواطن السائق،  و هناك المائلة و "المفرومة" و المكتملة و المنتقصة و المتكررة و مزدوجة الحدبات، و المتخفية التي تأتي بغتة و دون إنذار مسبق، و الظاهرة التي تأتي متحدية، و هناك المندثرة و المزالة التى لم تعد موجودة و لكن مكانها مازال يثير الخوف و الفزع في نفوس السائقين، فترى تأثيرها باق حتى بعد رحيلها.

و من أغرب مواقف السائق مع هاته الممهلات أن إشارة الإنذار بقرب الممهل و التقليص من سرعة المركبة عادة ما تأتي بعد فوات الأوان حيث تكون مركبتك قد وصلت الى مستوى الممهل أو تجاوزته. أما أغبى مواضع الممهلات حين تكون عند إنتهاء الأماكن العمرانية كالخروج من المدن و ليس هناك أي سبب آخر لوضع هذه الممهلات. أما ما أعتبره حقا جريمة لا تغتفر في حق السائق (و سيارته) حين ينصب ممهل و لا يُعَلَّم بلون واضح يحث يمكن أن يُرى و يُميَّز في النهار و في الليل. فكم من مرة و رغم إنتباهي المركز و إحتذاري المتواصل الا أنني تباغتني بعض الممهلات غير المعلمة فتنال سيارتي المسكينة صدمةً يرتج لها كل جزء من أجزائها عقابا لغفلتي، و يأخذ عمودي الفقري نصيبه منها. 

فمن المسؤول عن مأساة السائق و الراجل في الجزائر يا ترى؟

و للإجابة على هذا السؤال أدعوكم الى قراءة و مراجعة هذا الرابط كنموذج لمناقشة مسائل الممهلات في البرلمان الفرنسي لعله يأتي يوم يكون لبرلماننا شيء مفيد يفعله فيرد عن تساؤلات المواطن في بلد تكاثرت فيه الممهلات ونمت فيه الحواجز.   

مراجع:
الممهلات والحواجز الأمنية تقضي على نصف عمر السيارة في الجزائر - الشروق أون لاين
Question écrite no 55273 posée le 14 juillet 2009, réponse du Ministre des Transports le 8 décembre 2009