Sunday, March 18, 2012

رسالة بوتفليقة الى الشعب الجزائري

يا شعبي العزيز! انت تعرفني جيدا فأنا أٌكِن لك كل الخير. لقد ألفت بين قلوبكم فصرتم في وئام و إلتآم بعد ما كاد أن يُفنى نصفكم. وشددت على أيدي الجنرالات و منعتهم منكم. فمددت يدي و شيئا مما في جيبي لمن تاهت بهم السبل في الجبال و البراري و الوديان و الصحاري. و حفظت للجنرالات ماء وجوههم. فعاد الأمان و الاستقرار. و أغدقت عليكم من نعمي الكثيرة ظاهرها و باطنها. فأمرت لكم بمليون و نصف سقف تأوون اليه بعدما ضاقت عليكم بيوت القصدير. و ذررت على شبابكم البطال من القروض ما أنساه بَطالته و على الفلاحين بمثله ما أنساهم فلاحتهم. وسلكت لكم بين الجبال الرواسي طرقا سيارة من شرق البلاد الى غربها بعدما ضاقت بكم السبل و أنهكتكم الطرقات المهترئة. و أتممت لكم ميترو العاصمة بعد أن عجزت كبريات الشركات العالمية عن انجازه لأربعين سنة خلت ليس من قلة خبرة بل من قلة إدراك لأسس التعامل مع المؤسسات الجزائرية. و لقد أسدلت على أعضاء البرلمان من مكروماتي ما لقي إستحسانهم  فتحسن التواصل و التفاهم بيننا بينهم وانعكس ذلك الى تواصل رباني بين فخامتنا و شعبنا. و تلاقت أرواح المعارضة و الحكومة فإاتلفت و اعتلفت. فلا فرق اليوم بين إسلامي وعلماني ولا عروبي و فرنكوفوني فلا أحد يختلف مادام الكل يعتلف.

يا شعبي العزيز! لقد أصلحت ما أفسده من كان قبلي و أحييت ما أماته غيري و لا أبالي بمن ياتي من بعدي. فأمرت بوأد قانون التعريب و أعدت اللغة الفرنسية الى مكانتها الاولى فكان ذالك نهضة لأمتنا و نصرا مظفرا لديبلوملسيتنا و تطورا لعلاقاتنا مع فرنسا فكفانا الله شرها. و أدخلت مرونة و عصرنة في الدستور فنسخت الأجزاء المتصلبة كتلك التي تحدد للرئيس عهدتين اثنتين فقط و جعلت الحكم لصاحبه الى أن يرث الله الارض و من عليها. فرحب بها شعبي من خلال ممثليه في البرلمان و أصرّ أيّما إصرار على أن أترشح  لعهدة ثالثة و ليعلم الله أني ما كنت فاعل لو كان الاصرار من شعب آخر. فرغم المرض العضال و التقدم في العمر قلت في سريرتي "يا عبد العزيز!  ليس أنت من يفر من الواجب الوطني". فأجبت "و الله ما أنا فاعل حتى أُمكّن من هذا الامر او أهلك دونه". فأعدنا لرموز الدولة قيمتها وارتقينا بها في عيون الناس، فصار الاخ الرئيس فخامة الرئيس، و الاخ الوزير معالي الوزير، و لكن و بحمد الله أبقينا على الثوابت الأخرى. فبقي المواطن الزوالي و الطالب الهائم و العامل الكادح و القروي النازح و الفلاح الجايح و الشباب الفايح كل على حاله.

يا شعبي العزيز! لقد تصدت الجزائر للمؤامرات التي تحاك ضدها من فوقها و من تحتها.  فكان لنا في كل موقف صولة و في كل مقام جولة. فكانت حادثة لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك حين خزرته في عينيه اليهوديتين  خزرة ثاقبة و مددت له يدي بكل تحدي و صافحته بقوة وهو ينفطر ألما فكان ذلك رسالة له على أننا شعب لا نخاف في مصافحة أحد لومة لائم، لا نخاف في مصافحة أحد لومة لائم، لا نخاف في مصافحة أحد لومة لائم. و لقد أرسلنا لأمريكا نفس رسائل العزم و الحسم حين لقناها و جيشها درسا في "السجاعة" و العزيمة التي يتحلى بها  أفراد جيشنا المضفر. فكان لنا معهم لقاءا في صحرائنا لتبادل الخبرات في ميادين مكافحة الارهاب. فكانت لأفراد جيشنا اليد العليا و لم يتبقى لعناصر الجيش الامريكي إلا ان يصروا على أن يمكثوا طويلا في صحرائنا لينهلوا من تقنياتنا و تفركيساتنا القتالية.
يا شعبي العزيز! إني قد وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيبا فبصري اليوم حديد. ألا فارحموا عجوزا لم يعديستحلي قعودا الا على كرسي الرياسة و لا يستطعم حياة الا في المورادية  و لا يرضى لنفسه إسما غير "فخامة رئيس الجمهورية".

No comments:

Post a Comment